تطوير اللغة العربية
تطوير اللغة العربية
العناصر:
أولًا: الشروط التي يجب الاخذ بها لتطوير اللغة.
ثانيًا: طرق استرجاع المكانة المفقودة للغة العربية وكيفية تطويرها.
ثالثًا: الأفكار التنويرية لتعليم اللغة العربية.
رابعًا: سبل تطوير اللغة العربية.
مقدمة:
إن الجميع من المعتمدين في البحث أو التواصل باللغة العربية، أضحى يواجه قصور ألفاظ ومصطلحات ومفاهيم اللغة العربية في التواصل الدقيق كتابة أو تعبيرًا؛ والأمر في هذا، يعود لإنعدام التغذية المستمرة للغة العربية بكل المستجدات التي يتقاطر زخمها داخل لغات البحث العلمي والفني للمجتمعات المتقدمة، خاصة وأن إيقاع صياغة الألفاظ والمصطلحات والمفاهيم الجديدة، ازدادت حدته مع بداية هذه الألفية الثالثة، التي شكلت عصر العولمة المتأسس على السبق المعرفي.
إن هذه المواكبة اللازمة للغة العربية، لا يمكن أن تتم بشكل فردي وبإجتهادات باحثين في مجالات معينة ؛ كما لا يمكنها أن تقتصر على مجتمع عربي بمفرده؛ بل هي تتوقف بالأساس على مشروع قومي تشارك في صياغته كل المجتمعات العربية، من حيث الاختصاصات والإمكانات المادية والتشريعية والمعنوية؛ مع تشجيع البحث الجاد في هذا المجال، وأيضًا الانطلاق في المقام الأول من مصلحة اللغة العربية، وليس من أهواء بعض الباحثين أو الشعوب العربية.
ومما لا شك فيه، أن تقدم اللغة، يعد من بين المؤشرات على تقدم مستعمليها، الأمر الذي قاد إلى تناول موضوع معالجة مشاكل تطور اللغة العربية، من خلال إرهاصات، قد تشكل منطلقًا من بين المنطلقات الأخرى، لصياغة إطار عام، يقود إلى النهوض باللغة العربية، علمًا أن اللغة في هذا العصر، أضحت مقترنة بشكل كبير بالمجال الاقتصادي ومؤشرًا من أهم المؤشرات الدالة على التنمية والتقدم.
والكثير من المثقفين حاولوا أن يسدوا ثغرات القاموس العربي الحديث، ولكن رغم ذلك لم يستطيعوا أن يواكبوا الحركة العلمية والتقنية؛ حيث إن الوسائل التي استخدمت لسد الفراغ تتسم بالضآلة؛ بل قد تكون دون المستوى الذي عرفه علماؤنا القدامى، ولذلك ستبقى مشكلة المصطلحات قائمة ما لم تتخذ التدابير الحازمة حيث إن المزامنة والمسايرة اللغوية الكاملة، هي من أهم شروط التقدم وأشد الناس احتياجًا لها.
وبناًء على ذلك سوف تتناول الباحثة في هذه الدراسة: الشروط التي يجب الأخذ بها لتطوير اللغة، وطرق استرجاع المكانة المفقودة للغة العربية وكيفية التطوير، والأفكار التنويرية لتعليم اللغة العربية، وسبل تطوير اللغة العربية.
أولًا: الشروط التي يجب الاخذ بها لتطوير اللغة:
الشرط الأول: لابد أن نعتمد في عمليات البحث التطويري على التراث العربي وخاصة ما تركه اللغويون العرب القدامى، ولا نعني بذلك قواعد التوليد اللفظي؛ فهذا أبسط ما استخرجوه، بل المفاهيم العلمية الدقيقة التي توصلوا بها إلى تفسير مباني اللغة العربية وشرح مجاريها.
الشرط الثاني: التركيز على فتح باب الاجتهاد والإبداع، لا التقليد الأعمى للغرب؛ لأنهم وإن كانوا هم السباقون في ميدان الإبداع؛ إلا أننا متيقنون أنه لا يتصور أن يكونوا أكثر من غيرهم ذكاءًا ومواهب ؛ فهذه الأخيرة تظهر بإعطائها الفرصة في ميدانها الخاص بها.
الشرط الثالث: التعرض لأسرار الظواهر اللغوية بكيفية علمية جيدة، كل واحد منهم ينظر إليها من الجانب الذي يتعلق بتخصصه؛ وذلك مثل الخبير بتحليل مباني اللسان البشري ومثل الرياضي المهتم بصياغة هذه المباني على ما تتطلبه الرياضيات الحديثة والإلكتروني والمتخصص في علم الصوت والطبيب المتخصص في أمراض التعبير اللغوي والخبير بعلم النفس اللغوي وغيرهم، فالغاية من هذا الجمع بين مختلف التخصصات هو أن يستفيد كل واحد منهم من تجارب الأخرين ؛ ومن ثم، التوصل إلى نظريات ومناهج تحليلية تبني على مبدأ البحث المتكامل والتصحيح النظري المشترك، وبذلك نضمن موضوعية البحث ونجاح الوسائل المنهجية.
ثانيًا: طرق استرجاع المكانة المفقودة للغة العربية وكيفية تطويرها:
إعداد نمط من الكتابة تندمج فيه علامات الشكل وتحترم في نفس الوقت، خصائص العربية ولا تبتعد كثيرًا عن الكتابة العربية الحالية، ثم إقرارها على أعلى مستوى في الوطن العربي ثم تحديد أجل لتطبيقها في جميع البلدان العربية، حتى تتفادي الانعكاسات السلبية في الاقتصاد وغيره.
إعداد الرصيد اللغوي في جميع المستويات، لتفادي الفوضى اللغوية التي أصيب بها تعليم اللغة العربية في مختلف مراتبه وكذا الحشو اللغوي والغموض المشترك وعدم الدقة.
إعداد معايير صوتية لتعليم النطق الفصيح العفوي، وذلك لجعل العربية أكثر حيوية وأكثر انسجامًا مع ما يتطلبه التخاطب التلقائي غير المتكلف الذي يجب أن تتسم به اللغات الحية المنطوق بها بالفعل.
إعداد طرف ناجح في تعليم اللغة العربية باستغلال البحوث اللسانية الحديثة والبحوث العلمية الأخرى التي تتعرض للغة من جوانب أخرى، كالبحوث التربوية اللغوية وغيرها.
إعداد القاموس الجامع لألفاظ اللغة العربية بإحصاء جميع ما جاء في المعاجم القديمة والحديثة وجرد عينة كبيرة من الإنتاج الفكري والأدبي العربي منذ أقدم العصور حتى عصرنا هذا.
إعداد مقاييس رياضية للوصول إلى صياغة المباني اللغوية صياغة رياضية ونتمكن بذلك من استغلالها لعلاج النصوص العربية الكترونيًا.
إعداد اختصاصيين في البحث اللغوي وإمدادهم بالمعلومات الهامة التي حصلت عليها علوم اللسان الحديثة وتغذيتهم بالتراث العلمي العربي الخاص بالعربية، على أن يكون ذلك مبنيا أساسًا على الدراسة التطبيقية والميدانية كما هو الشأن في العلوم الدقيقة.
مواصلة تعريب المصطلحات بالاعتماد على ما سينجز تدريجيًا من القاموس المذكور، وعلى المقاييس التي سيكشفها البحث الميداني؛ وهذا المقصد يتطلب تكاتف الجهود بين الباحثين المختصين، مع توفير نصوص تشريعية ضابطة لهذا العمل المشترك ومؤسسات حاضنة لذلك.
ويتبين لنا مما سبق، أن أهم المشاريع لتطوير اللغة العربية، تمثل في الآتي:
إعداد الطرق السليمة لمضاعفة مردود التعليم باللغة العربية:
إعداد القاموس الجامع لألفاظها؛ حيث إن من بين فوائد هذا القاموس: حصر كل أوضاع اللغة التي جاءت في أمهات الكتب القديمة والحديثة والآثار الأدبية والرسائل ومحاضرات الأساتذة؛ وترتب هذه الأوضاع ترتيبات مختلفة؛ وترتيب أبجدي عام الانطلاق من اللفظ؛ بالاضافة إلى ترتيب بحسب مجالات مفهومية الانطلاق من المفهوم؛ كذلك ترتيب بحسب درجة شيوع الكلمة عدد المرات التي ظهرت في النصوص واتساع رقعة استعمالها؛ وترتيب بحسب العلوم والفنون.
كما يجب ذكر كل السياقات والقرائن التي جاءت فيها الكلمات العربية في المعطيات المدونة، وبذلك يمكن أن تضبط المعاني الدقيقة لكل الكلمات بالرجوع إلى الاستعمال الفعلي ولا يكتفي بتحديد المعاجم التي كثيرًا ما تخطئ؛ وحصر كل المواد الأصلية التي تتكون منها الكلمات وكل الصيغ التي صيغت عليها، مع تحديد درجة شيوع كل واحدة منها بذكر عدد الألفاظ التي تدخل فيها وعدد المرات التي تظهر هذه الألفاظ، كما يحصر من جهة أخرى، كل أنواع التراكيب العربية التي استعملت في الكلام الفصيح بالفعل، وبذلك نستطيع أن نحدد أولوية بعضها وأسبقيتها، نظرًا لكثرة استعمالها واعتمادها في تعليم العربية للأطفال وغير الناطقين بها().
ثالثًا: الافكار التنويرية لتعليم اللغة العربية:
إن الإنسان كلما كان متمكنًا من استخدام اللغة عارفًا بأساليبها وسننها كان أقدر على التعبير عن مشاعره وخبراته، وأقوى على إفهام الآخرين مراده ومراميه، ويبلغ الإنسان الذروة في فن القول حين يتكلم بلغته الأم التي بدأ تعلمها في مدارج طفولته: سمعها وحذقها وقرأ بها وكتب. واللغة العربية هي المقوم الرئيس للوجود العربي، وأقوى الروابط التي تجمع أبناء الأمة العربية وهي سبيل وحدتهم، والإصرار على تعلمها واستخدامها إصرار على إثبات الوجود العربي، وعلى تيسير الوحدة والتضامن، ويتم ذلك بالمحافظة على اللغة العربية واستخدامها في مجالات الحياة ومناشطها فذلك هو الطريق إلى وحدة الشعور ووحدة الفكر توطئة للوحدة السياسية. إنها لغة عالمية لم تعد محصورة في حدود جغرافية ضيقة، بل امتدت إلى الأمم الأفريقية والآسيوية، وفي أوربا وأمريكا، وهناك من يتحدثون بها ويدرسونها ويؤلفون بها، نظرًا لأنها لغة تملك التطور بالاشتقاق والمجاز والقياس والنحت والتعريب مواكبة لمستحدثات العصر والتعبير عنها في سهولة ويسر، وعليه يتوجب أن يقوم برنامج دراسة العربية تعليمها وتعلمها في مدارسنا على أن تعليمها لا يكون بوصفها، بل بممارستها والتحدث بها، والتدريب على صيغها وأنماطها ومستوياتها شفويًا وتحريريًا، واكتسابها يتم من مدخل كلي، لا تقسم إلى نحو وصرف وأدب وقراءة وخط وإملاء وتعبير بل إلى استماع وتحدث وقراءة وكتابة.
كما أن اكتسابها لا يتم من خلال استيعاب واستظهار حقائق وأحكام يلقنها المعلم للمتعلم لحفظها وتكرارها، بل يتم على أن اللغة مجموعة من المهارات، وأن المعرفة وحدها لا تؤدي إلى اكتسابها، إذ لابد من ممارستها ممارسة تبني على الفهم والإدراك للعلاقات والتكرار المقرون بالتوجيه والتعزيز والقدوة كي تكون المحاكاة دقيقة صحيحة.
ولا شك أن هناك أفكار تنويرية لتعليم اللغة العربية بطريقة صحيحة سوف نذكر منها ما يلي:
الأنشطة تتخذ من التناقش الجماعي والمناظرة والمحاورة والمواقف الحقيقية للتعلم شكلًا لها شريطة التحادث بالفصحى ومراعاة الطلاقة وفق أنساق فكرية وتراكيب لغوية فصيحة.
ربط المتعلمين بالمكتبة لإثارة شغفهم إلى المزيد من الاطلاع والقراءة المتنوعة وليصبح الكتاب المدرسي أحد مصادر التعلم لا كل مصادر التعلم ولتعمق الموضوعات المقررة تثري وتتسع وتتنوع مفرداتها وأفكارها ولتنمو الميول القرآئية وتنمو الثروة اللغوية وتنمو التراكيب والأنماط والبصمات اللغوية من خلال نماذج يحذون حذوها عندما ينتجون اللغة الفصحى. إنهم يستخدمون العربية عن طريق اختزان خبرات الأخرين وتمثل أفكارهم وأساليبهم.
تعليم اللغة العربية يتم من خلال ممارسة اللغة من خلال النص اللغوي الجميل وذلك بإعطاء النص أبعادًا صوتية، وتمثل المعنى، ونطق الحروف من مخارجه ونقده وتقويمه لغويًا وعلميًا والحكم على فكر الكاتب وثقافته وطرائق العرض وأساليب التأليف.
يتمكن المتعلمون من التعبير عن أفكارهم والقضايا المثارة أمامهم كتابة وبشكل سليم من حيث بناء الجملة والفقرة ثم النص المتكامل، والتدريب على الكتابات الوظيفية والإبداعية وفق معايير الكتابة.
يدرب المتعلم على استكشاف مواطن الجمال في اللغة يعرض نماذج نثرية وشعرية وسير ذاتية وقصص ونصوص مسرحية، وحيث يمر المتعلم بمراحل الفهم والتحليل والتقويم العمل الأدبي، واستخدام اللغة المجازية والأساليب الراقية التي يمكن للمتعلم تمثلها في تعبيره ومحاكاتها.
يوظف المتعلم ما اكتسبه من مهارات لغوية والتعامل مع مصادر المعلومات لينجز بحثًا بسيطًا وفق معايير وخطوات منهجية، ويتطلب ذلك التمكن من مهارات أخرى: أن يقتبس ويعلق ويمهد ويناقش الأفكار ويرتبها ويعرض بحثه شفويًا أمام زملائه شارحًا ومناقشًا ومعلقًا ومفسرًا وناقدًا مؤديًا كل ذلك بلغة سليمة وفصيحة.
يتعلم المتعلم اللغة باللغة الأمر الذي يتطلب أنشطة لممارسة اللغة، والتواجد ضمن بيئة لغوية يكونون فيها الوسيلة والغاية. وأهم هذه الفعاليات: النادي الأدبي، الأمسيات والمسابقات، والتعلم بالممارسة.
إن تعليم اللغة الفصحى وتعلمها يتطلب ربط برنامج تعلمها في المدرسة بوسائل الاتصال الجماهيري حيث تخصص حصة أسبوعية تحت عنوان (قراءات صحفية) يحضر فيها التلاميذ الصحف المحلية ثم يقومون في كل مرة بنشاط يختلف عن سابقه مثل :
التعليق على خبر صحفي، وإبداء الرأي في مضمونه تأييدًا أو معارضة.
قراءة بعض المقالات الصحفية وتحليل أساليب إنشائها، والتمييز بين مستوياتها وكلماتها المفتاحية، ومصطلحاتها كتابة أو شفاهة.
تصنيف مواد الصحيفة إلى مجالات التعرف على الأنماط والأساليب اللغوية في مواقف حياتية مختلفة.
رصد اهتمامات الصحف اليومية، والمقارنة بين اهتمامات صحفية وأخرى من حيث أبوابها وتحقيقاتها ومكوناتها.
وتحديث تعليم اللغة العربية يتطلب فوق ذلك كله استخدام وسائل تعليمية وتقنيات مثل التلفاز والمسجل والحاسوب وذلك لتنويع المثيرات، وتقديم المواد اللغوية عبر التقنيات الحديثة مما يجعل دراسة اللغة العربية دراسة محببة إلى نفوس التلاميذ.
وإذا كان تعليم اللغة العربية في المدارس يحاول أن يقدم العربية الفصحى في صورة جديدة محببة وشائقة إلى تلاميذها، فليس معنى هذا أنه يستطيع وحده أن يقوم بهذه المهمة الشاقة، إذ لابد أن تتضافر الجهود الداعمة لهذا الاتجاه من مؤسسات المجتمع الثقافية فعلى هذه المؤسسات يقع عبء كبير في المشروع النهضوي باللغة أي مشروع التنمية اللغوية.
إن تعليم العربية الفصحى وتعلمها ليس مهمة المدرسة وحدها، ذلك أن الصحف اليومية لها دور في هذا المجال، وما يدور في حياتنا من إعلانات لغتها بعيدة عن الفصحى والأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة الكبار، والانتهاكات التي ترتكب بحق القواعد النحوية والإملائية في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، وتخريب الفصحى بوعي أو بدون وعي في أسماء المجالات التجارية التي تبدو فيها الفصحى أشبه بجزيرة وسط طوفان من اللغات الأجنبية كل ذلك يضعف من جهود المدرسة في تعليم اللغة الفصحى وتعلمها.
إن تشكيل مناخ لغوي في إطار من المعاصرة والدقة تشارك فيه وسائل الاتصال الجماهيري والمؤسسات المجتمعية يمكن أن يساهم بالنهوض بالمستوى اللغوي العام، وأن يحقق ما ينشده من ذلك إذا ما خطط لهذا الهدف تخطيطًا جيدًا، ويمكن أن يتم ذلك عن طريق الآتي:
تقوم الإذاعة بدور بالغ الأهمية حين تقدم اللغة الفصحى الميسرة منطوقة مسموعة عبر أداء رفيع المستوى لمذيعين ومقدمين أكفاء.
يقدم التلفاز الرسائل الإعلامية بعناصرها اللغوية وغير اللغوية. إن تعبيرات الوجه والحركة والإيماءات ونغمة الصوت والوضع الذي يتخذه المتكلم والأشياء المادية المشاهدة في الموقف من عناصر غير لغوية بيد أن دورها كبير في إيضاح العناصر اللغوية.
تجريم كل مؤسسة مجتمعية تستخدم غير العربية الفصحى في الإعلان عن ماهيتها أو الدعوة لسلعة من سلعها وإلزامها باستخدام الفصحى الميسرة.
إن اللغة العربية ضرب من ضروب السلوك، وليست مجرد معرفة وسائل الاتصال تؤثر في تكوين هذا السلوك اللغوي تأثيرًا بعيدًا، ومن شأن تكرار السلوك اللغوي السليم الذي يقدم عبر وسائل الإعلام والاتصال أن يحدث ترسيخًا عند الجمهور يفوق تأثير المدرسة، وهنا لابد من استخدام فصحى العصر في الأغاني والمسلسلات الترفيهية والدرامية التي تحمل مضامين اجتماعية أو ثقافية أو فنية أو تاريخية، وكذلك في التعليقات والمقابلات وأفلام الكبار والصغار والإعلانات والتعليقات الرياضية وغير الرياضية، واستخدام الفصحى في كل هذا العطاء الذي يكون مع المدرسة اتجاهًا داعمًا للسياسة اللغوية المنشودة من اجل الحفاظ على لغتنا العربية الفصحى التي تشكل هويتنا ووحدتنا ومكانتنا المنشودة في عصر العولمة.
إن اللغة العربية وسيلة الانسان الأساسية للتعبير عن أفكاره ومشاعره وعواطفه، وهي نظام ومستودع تراث الأمة وأداة التواصل، ونحن لا نولد عارفين اللغة استعمالًا وفهمًا، فنحن مجبورون على اكتسابها، والسلوك اللغوي عبارة من التعقيد بحيث لا يستساغ أن يكتسبها الطفل في مرحلة وجيزة، فلدى الإنسان استعدادًا طبيعيًا لاكتساب المهارة اللغوية وميلًا خلقيًا يدفعه إلى اكتساب اللغة والتربية الحديثة انتقلت من التحفيظ والتسميع إلى إكساب المتعلمين المهارات، والمهارة هي الأداء المتقن القائم على الفهم والدقة واختصار الوقت والجهد، وهذا الفكر الجديد المطروح على ساحة الثقافة يتطلب أن تعمل مدارسنا في إطار تعليم لغتنا العربية على تأكيد الاعتبارات التالية:
مفهوم اللغة لم يعد مقتصرًا على الجانبين الصوتي والمكتوب، وإنما تجاوزه إلى ضروب التعبير كلها بإكساب المتعلم المهارات اللغوية، كما أن اكتساب اللغة لم يعد مقتصرًا على تزويد المتعلم بمجموعة من الحقائق والأحكام، وقد أصبح ينظر إلى اكتساب اللغة كما ينظر إلي اكتساب المهارات والعادات، بل الأخذ في الاعتبار أن ذهن المتعلم ليس صفحة بيضاء ينقش عليها المعلم ما يريد حتى إذا واجهه موقف ما، عاد إلى ذلك المخزون فأخذ منه ما يساعده على مواجهة الموقف الجديد، وأن العقل مزود بآلية هي المقدرة اللغوية أو الإبداعية اللغوية أو الكفاية اللغوية، وهذه الآلية تساعد المتعلم على أن يبتكر ويصوغ جملًا جديدة، ويحكم على الجمل الجديدة من حيث الصواب والخطأ حتى لو لم يكن المتعلم قد مر بها من قبل.
التعليم اللغوي عملية تمهير، وأن البدء في تدريس اللغة يجعل المحادثة والاستماع في المقدمة بدلا من البدء بتدريس القراءة والكتابة، وتحقيق التكامل بين المهارات اللغوية إرسالًا واستقبالًا لصحة التعبير وغناه.
اعتماد المفهوم النظامي في تدريس اللغة العربية تصميمًا وتخطيطًا وتنفيذًا وتقويمًا وأهدافًا ومادة ووسائل ومناشط وأدوات على أن تكون ثمة مرونة في اختيار الطرائق باختلاف الأهداف.
اعتماد أسلوب الانتقاء في التدريس، والعزوف عن التحيز لطريقة معينة على أنها هي الأفضل، فهذا أسلوب قد تجاوزه العصر، والأسلوب المفيد هو أن تنتقى من الطرائق كلها إيجابياتها وتطرح سلبياتها.
اعتماد التعليم المصغر والتغذية الراجعة، والتعلم الذاتي مواكبة لروح العصر واستجابة لمتطلباته، وفي استثارة الدوافع وتوافر الاستعدادات، وفي اعتماد الهيكلية البنيوية في التدريس، ولابد أن نشير إلى النفعية الاجتماعية والوظيفية، وفي اختيار طريقة القوالب في تدريس اللغات الحية لأبنائها ولغير أبنائها، مع الإشارة إلى أن المعلم هو الذي يستخدم الطريقة وينوع فيها بحسب المواقف والمعلم الذي يقولب نفسه في إطار طريقة واحدة يلتزم بها في دروسه كلها محكوم عليه بالإخفاق، ذلك أن الطريقة لا تصنع المعلم، بل المعلم هو الأساس في كل تطور تربوي.
إن التطور الحادث في ميدان طرائق تدريس اللغات الحية يفرض علينا الارتقاء بتعليم لغة القرآن الكريم وتعلمها، ووضع تعليمها وتعلمها في إطار المناقشة العالمية حتى نحافظ على هويتنا وقوميتنا سعيًا نحو وحدتنا التي هي أملنا في البقاء والنماء، وهذا الأمر يقتضي:
العمل على تكوين المهارات اللغوية والعادات اللغوية الصحيحة، وتكوين المهارة اللغوية تعني الأداء المتقن في الوقت والجهد القائم على الفهم، يساعد على تلك الممارسة والتكرار، وذلك في مواقف حية ومتنوعة وبصورة طبيعية، والممارسة تقوم على الفهم وإدراك العلاقات والنتائج حتى لا تصبح آلية لا تساعد على مواجهة المواقف الجديدة وحسن التصرف فيها، وللتوجيه والقدوة الحسنة والتعزيز دور كبير في اكتساب المهارات اللغوية، إن الأمر لابد أن يمتد إلى تكوين العادات اللغوية أيضًا، والعادة تتكون نتيجة الإعادة المتكررة لها من المهارات.
اللجوء منذ بداية تعليم اللغة العربية إلى المحادثة التي تدرب على تعويد الأذن الاستماع إلى أصوات اللغة والتمييز بينها وتذليل صعوبات النطق، وتدريس المحادثة والاستماع يزيل الخوف ويكسر حدة الانطواء، فضلًا عن أن مهارة المحادثة هي الأكثر شيوعًا واستعمالًا في مواقف الحياة، والبدء بالمحادثة يساير طبيعة مراحل الطفولة حيث نجد الطفل يفهم الألفاظ ثم ينطقها ويأتي الكلام ثانيًا، والقراءة والكتابة ثالثًا، واللغة المنطوقة تسبق ما عداها تبعًا لحقائق النمو اللغوي، وعليه لابد من إسماع المتعلم البنى اللغوية في أصواتها وتراكيبها ومعرفة مدلولاتها أولًا ثم تكرار هذه البنی ثانيًا وقراءتها ثالثًا وتثبيتها بالكتابة رابعًا.
تدريس اللغة في ثنايا النصوص والقراءة والوحدات المتكاملة التي يتم من خلالها على القراءة والتعبير والإملاء والقواعد مسايرة للطريقة الطبيعية في إدراك الحقائق في الانتقال من الكل إلى الجزء، ومعالجة النص على أنه وحدة متكاملة تجدد الحيوية عند المتعلم، وتبعث فيه النشاط على أنه وحدة متكاملة تجدد الحيوية عند المتعلم، وتبعث فيه النشاط ويوطد العلاقة بين مختلف فروع اللغة، ناهيك عن الارتباط بين مهارات الإرسال ومهارات الاستقبال ارتباطًا وثيقًا، وأن الاستماع الجيد أساس الحديث والقراءة والكتابة الجيدة.
الأخذ بفكر المنظومة في التدريس، حيث أن التربية الحديثة محورها المتعلم ميوله وحاجاته ومتطلبات المجتمع ومطالب العصر والمستقيل نسقًا واحدًا متصلًا بالأهداف والمتعلمين ووسائل التعليم وأساليب التقويم وطبيعة اللغة العربية ومصادر التعلم، مع التركيز على التدريبات والنصوص الوظيفية المستمدة من البيئة والهادفة إلى إكساب المتعلم مهارات الاتصال اللغوي، وهذا معناه أن تعليم اللغة العربية ينحو منحًا تكامليًا في ضوء النظرة المنظومية بين عناصر عملية التدريس.
الانتقاء بين طرائق التدريس، حيث يؤخذ من كل طريقة ما هو ناجح فيها وحيث لا يوجد أسلوب وحيد في التدريس، لأن هذا الأسلوب يتنوع بتنوع موضوع الدرس وأهدافه والمراد التي يراد تنميتها، وهنا سقط مفهوم الطريقة الفضلى والأسلوب الافضل إذا فهم على إطلاقه دون تحديد لجانب المفاضلة وجانب التميز.
الأخذ بالتعليم والتغذية الراجعة، ومعنى ذلك تفتيت الخبرة التعليمية إلى عدة مواقف، ثم يتم التقويم بعد كل موقف لمعرفة النقاط الإيجابية والنقاط السلبية، ويتم تعزيز الإيجابيات وعلاج السلبيات بطريقة التغذية الراجعة الفورية، وهذا التدريس الواقعي يستغرق ما بين عشر دقائق وثلاثين دقيقة، ولا يزيد عدد المتعلمين فيه على عشرة وعناصر الدرس هي: الأهداف والمحتوى وطرق التدريس والتقويم، وفيه يقل حديث المعلم وترتفع مستويات الأسئلة، ويزداد التفاعل والاستجابات والتعليم المصغر مع التغذية الراجعة الفورية تحدث تغيرات ذات دلالة في تهيئة مواقف التعلم وتحديد كفاءة الأسئلة، ومدى انتباه المتعلمين وإثارة دوافعهم، والتحكم في المشاركة وتعرف نتائج الأعمال واستخدام الثواب والعقاب وتبني السلوك المنشود وتصويب الأخطاء فوريًا.
تبني التعلم الذاتي وامتلاك مهاراته لمواكبة العصر المتطور والذي يتطلب أن يستمر المتعلم في تعليم نفسه، والجهود نابعة من ذاته ويقتصر دور المعلم على تهيئة الظروف المناسبة لنمو المتعلم ورعايته، فينشط المتعلم ويفكر ويبتكر، وهنا تصبح المختبرات اللغوية والتسجيلات مهمة لأنها تعزز التعلم الذاتي لديه وتدفعه إلى المزيد من التعلم الذاتي وإنتاج اللغة، ومعنى ذلك أن نشاط المتعلم هو الأساس الذي ينبغي أن تقوم عليه كل دراسة، فهذا النشاط يكسبه المعرفة والميول والقيم والمهارات المنشودة.
استشارة الدوافع وتنشيط الاستعدادات، حيث إن العملية التعليمية تقوم على هذه وتلك وحيث إن الدافعية شرط من شروط التعلم، ولا تعلم من غير دافع معين، والموقف التعليمي دينامي فيه المتعلم نشط ومتفاعل مع مكونات الموقف الدراسي حتى يحدث التغير المطلوب، الدافعية تنشط سلوك المتعلم، وتوجه سلوكه، وتعزز نمط السلوك المسئول في الحصول على المكافأة. والمتعلم تؤثر في استعداداته عدة عوامل أهمها: الوسط العائلي، ومستوى النضج الجسمي، واللغوي، ومستوى الذكاء وأنواع الذكاءات.
إن ما يجب على المدارس الأخذ به للارتقاء بتعليم اللغة العربية الفصحى واكتساب المتعلمين للمهارات اللغوية يتحدد في تفعيل الأفكار التنويرية التالية:
الممارسة والتكرار لازمة لإكتساب العربية الفصحى ومهاراتها، وعلى أن تتسم الممارسة بصورة طبيعية في مواقف حياتية متنوعة بدلا من التكرار الآلي الذي يكرس ثقافة الإبداع في مقابل ثقافة الإبداع.
الفهم وإدراك العلاقات والنتائج، إذ بدون الفهم تصبح المهارة آلية لا تساعد المتعلم على مواجهة المواقف اللغوية الجديدة.
التوجيه والإرشاد يعين على اكتساب المهارة اللغوية وتوجيه أنظار المتعلمين إلى مواطن الامتياز ومواطن الضعف وأفضل أساليب الأداء اللغوي.
القدوة الحسنة، حيث إن اتقان المهارات في أثناء الأداء اللغوي من خلال المختبرات اللغوية والتسجيلات اللغوية والأداء الأسوة من المعلم أو الطلاب المتميزين.
التشجيع والإثابة الفورية تؤدي إلى النجاح وإلى تعزيز التعلم وإلى تحسين ملموس في أداء المهارة، ويمكن وضع خمسة قوانين لاكتساب مهارات اللغة العربية الفصحى وهي: قانون التمرين والاستعداد حيث تتوقف نوعية التعلم على تكرار التمرين شريطة أن يكون المتعلم راغبًا في التعلم. ثم قانون درجة المعرفة، حيث إن معرفة المحتوى والتعبير معرفة جيدة يصبح التعلم أسرع وأفضل. ثم قانون التصاعد الهندسي للاحتفاظ، حيث تزداد مدة الاحتفاظ مرتين أو أكثر بالنسبة إلى المدة التي تسبق آخر تمرين، قانون التواتر في ظل ظروف متشابهة حيث تؤدي الخبرات الجزئية إلى تعلم جزئي، ثم قانون الدافعية ، حيث تؤدى الرغبة في التواصل داخل الدرس إلى ازدياد الدافعية، والمهارة تختلف عن العادة اللغوية لأن المهارة تتسم بالوعي والعادة ليست كذلك فهي فعل منفذ من متعلم ما دون مشاركة الوعي في تنفيذه حيث قام المتعلم بأدائه مرارًا في الماضي().
رابعًا: سبل تطوير اللغة العربية:
تعود محاولات تطوير اللغة العربية إلى بدايات القرن الماضي، فقد تم تشجيع البعثات للخارج (أوروبا) والترجمة وإنشاء المجامع اللغوية والهيئات الرسمية وغير الرسمية، وكان من أهم إنجازات هذه الفترة تعريب العلوم الاجتماعية والإنسانية في السبعينيات، ولكننا لاحظنا فتورًا وتراجعًا فيما بعد، يعود ربما إلى ما يعانيه العالم العربي من ضغوط سياسية واقتصادية. نذكر فيما يلي جملة من الاقتراحات التي بدت لنا ضرورية لأي محاولة تطوير، استعملت بعض الدول الغربية بعضًا منها للتصدي للعولمة اللغوية (هيمنة اللغة الإنجليزية) ():
تخصيص ميزانية معتبرة -ضمن ميزانية الحكومات - لنشر اللغة العربية وتطويرها على غرار ما تفعله الكثير من الدول.
إعادة النظر في السياسات اللغوية المتبعة في العالم العربي؛ لأننا نلاحظ تداخلًا وغموضًا في المفاهيم والأهداف المتوخاة من تدريس اللغات سواء كانت محلية أم أجنبية. كما أن وضع اللغة العربية غير واضح بالنسبة للمتعلم (لغة صالحة لعلم معين أم لكل العلوم؟)، وهذا قد يحدث لديه ارتباكًا وبالتالي نفورًا وارتماء في أحضان اللغة الأوفر حظًا داخل البلد وخارجه، وهي بالطبع اللغة الأجنبية، فتوضيح الأهداف المتوخاة من تعلم اللغات الأجنبية وتعامل الدارس معها على أساس أنها لغات أجنبية رافدة وليس لغات بديلة يجعله يتجاوز (عقدة النقص) التي تلازم البعض.
تشجيع الترجمة، لأن نسبتها في العالم العربي من أضعف النسب عالميًا مقارنة بعدد السكان والموقع الاستراتيجي والموارد البشرية والمادية التي يزخر بها العالم العربي.
تكوين لجان تحقيق ومراقبة تشرف عليها البرلمانات أو الحكومات أو إنشاء هيئات ذات صلاحيات واسعة على مستوى العالم العربي.
محاولة الاستفادة من بعض مشاريع اليونسكو التي تخدم اللغات مثل مشروع (التربية للجميع) الذي يقدم دعمًا ماديًا ومعنويًا.
تعاون الهيئات والمؤسسات ذات الطابع المحلي أو الإقليمي أو العربي (منظمة الإيسيسكو والأليسكو والمجامع اللغوية والجامعات، الخ) بقصد تنسيق جهودها لمزيد من التكامل في تحقيق الأهداف.
تطوير المناهج التربوية ووسائل التعليم؛ فكثير من مناهجنا تقف عائقًا أمام تطور اللغة لأنها لا تستفيد من الدراسات الحديثة وما استجد فيها خدمة للتربية والتعليم.
استحداث مراكز لتطوير اللغة تعنى بكل الجوانب، وضعًا واستعمالًا.
ضرورة التوقف عند ما أنجز من مصطلحات والنظر فيما استعمل منه ومالم يستعمل: (فما دام اللغوي يضع لغيره المصطلحات وهو يجهل كل هذه الأسرار بل القوانين التي تجعل من هذا اللفظ يسير بين الناس ويشيع شيوعًا واسعًا، ويقضي في الوقت نفسه على ذلك اللفظ الآخر لأسباب معينة ولأحوال يتصف بها لا تلائم هذه القوانين الخفية، فلا خير أبدًا فيما يضعه. ويكفي أن نمثل لهذا البحث بمثال واحد. كنا منذ أكثر من 30 سنة نتساءل ألا يمكن أن ننظر في جميع ما وضعه اللغويون وغيرهم منذ أكثر من نصف قرن من ألفاظ جديدة (ولا بد من حصرها وإحصائها) وتجرى بعد ذلك التحريات الميدانية الواسعة لنحصي ما دخل من ذلك في الاستعمال الفعلي وما لم يدخل ثم ننظر في تلك القوائم للبحث عن أسباب نجاح اللفظ أو فشله من جميع الجوانب الاجتماعية المحضة والنفسانية والفيزيولوجية وغير ذلك ) (). فإذا أراد العرب أن يطوروا لغتهم بطريقة تمكنهم من مواكبة العصر الجديد المتسارع، فسيكون لزامًا عليهم أن يطوروا مفهومهم لوضع المصطلحات العلمية والتقنية الجديدة، أي أن عليهم أن يعتمدوا طريقة جديدة في ما يمكن تسميته (إدارة المصطلح ) ().
الإكثار من المسابقات في التأليف؛ لأن هذا يعطي صورة إيجابية عن تواجد اللغة من خلال المؤلفات المنشورة، ولن يتأتى هذا طبعًا إلا بتشجيع المؤلفين.
الاستفادة من التكنولوجيات الحديثة في التأليف سواء من حيث الشكل أم المضمون؛ لأن للجانب الجمالي دورًا كبيرًا في تحبيب اللغة، خاصة أن لغتنا ذات شكل فني راق جدًا ينبغي استغلاله ().
إعادة النظر في إعداد المدرسين، فالمدرس الواعي المتمكن من درسه، من حيث المعلومات وطريقة العرض - نطقًا وشرحًا، يشجع على التعلم وإقبال الناشئة عليها.
التركيز على دور وسائل الإعلام المختلفة من حيث توفير المراجعين والمدققين اللغويين. إننا نلاحظ أنه بإمكان هذه الوسائل الإسهام الإيجابي من خلال البرامج كما أنه يمكن لها أن تسهم سلبًا من خلال استعمال العاميات واللغات الأجنبية، إذ تصبح على نقيض المدرسة().
المراجع:
العجمي، فالع شبيب، دور اللغة العربية المعاصرة في تشكيل الفكر العربي الحديث، مجلة "حوار العرب" (السنة 1، العدد 5)، بيروت 2005.
بركة، بسام، اللغة العربية وتحديات العصر الحديث، مجلة حوار العرب، السنة 1، العدد 5، بيروت، 2005.
توصيات ندوة "اللغة العربية إلى أين؟" التي عقدتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) والبنك الإسلامي للتنمية تحت شعار "واقع اللغة العربية وآفاقها خلال الفترة الممتدة من 25 إلى 27 شعبان 1423 هـ (1 إلى 3 / 11 / 2002 بالرباط).
شحاتة، حسن سيد حسن، أفكار تنويرية لتعليم اللغة العربية، جامعة القاهرة – معهد الدراسات التربوية، مؤتمر التعليم باللغة العربية في مجتمع المعرفة، يوليو 2005.
صالح، عبد الرحمن الحاج، نماذج من البحث العلمي الخاص باللغة العربية لمواجهة تحديات العصر، منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، الرباط، 2002.
مبروك، وداد، معالجة مشاكل تطوير اللغة العربية، الجزائر، مجلة عالم التربية، ع 26، 2016.
مسعودي، الحواس، إشكالية تعميم المصطلح، بحث ألقي في ندوة أعدها المجلس الأعلى للغة العربية في الجزائر حول استعمال اللغة العربية في الإدارة، منشورات المجلس الأعلى، الجزائر، 2005.
مسعودي، الحواس، تطوير اللغة العربية وتحبيبها للناشئة، وزارة التربية والتعليم، مجلة التطوير التربوي، س 6، ع 38 ، 2007.